لماذا يجدر بك ألا تستخدم مترجماً رخيص السعر؟

لماذا يجدر بك ألا تستخدم مترجماً رخيص السعر؟

بقلم صلاح الزين

مالك ومدير عام

مؤسسة التواصل للترجمة القانونية – دبي

استناداً إلى أكثر من 40 سنة من العمل كمترجم، 22 سنة منها كمالك ومدير عام مؤسسة التواصل للترجمة القانونية – دبي، أود أن أشارككم بشيء من خبرتي حول دواعي عدم اللجوء لخدمات المترجمين ذوي الأسعار الرخيصة في السوق:

السعر الرخيص بداية هو أي سعر يقل عن 60 درهماً إماراتياً لكل صفحة مكونة من 250 كلمة من النص القانوني. وفيما يلي بيان لبعض الأسباب التي تدعو عملاء الترجمة عدم اللجوء لخدمات المترجمين ذوي الأسعار الرخيصة:

أولاً: على صعيد المترجم

فمثل هذا المترجم:

  • يستميت للحصول على عمل بأي سعر؛
  • ولا يدقق ترجمته، لأن السعر المنخفض لا يحفز المترجم على استثمار وقت أطول في التدقيق. ونتيجة ذلك، ترجمة رديئة؛
  • ولا يمتلك مؤهلات كافية. فالمترجمون المتمكنون لا تنقصهم الأعمال؛ وبالتالي فهم ليسوا مضطرين لتخفيض أسعارهم. فلماذا يرخصون أسعارهم إن كانوا مشغولين على الدوام!
  • وقد يعهد بعمله لمترجم آخر أقل تأهيلاً وبسعر أدنى من سعره أيضاً. فتخيل كيف ستكون الترجمة – من سيئ إلى أسوأ!
  • ويجدر التنويه هنا إلى أن اتحادات المترجمين المرموقة عالمياً تعتبر أن قيام المترجم بتحطيم أسعار زملائه من المترجمين الأكفاء بتقاضي سعر بخس عمل غير أخلاقي وينافي أبسط القواعد المهنية.

ثانياً: على صعيد مكتب الترجمة:

  • لا يمكن للمكاتب التي تتقاضى أسعاراً بخسة توظيف مترجمين مؤهلين. فإن كنت على سبيل المثال تتقاضى 30 درهماً لكل صفحة، فكم ستعطي المترجم، وأي جودة سيعطيك المترجم لقاء أجر زهيد وبخس كهذا؟
  • كما أن المكاتب التي تقبل أعمالاً بأسعار رخيصة قد تسيء معاملة مترجميها بإعطائهم رواتب منخفضة ومطالبتهم بالعمل لساعات طويلة دون احتساب وقت العمل الإضافي أو دون إعطاء بدل عادل لهذا الوقت الإضافي.

ثالثاً: على صعيد العميل:

  • في معظم الحالات، لن يحصل العميل على جودة ترقى لمستوى معايير الترجمة المتوقعة. كما قد تضطره عيوب الترجمة ونقائصها إلى إعادة الترجمة لدى مترجم أكثر كفاءة، أو لدى مكتب ترجمة أرقى سمعة، وهو ما يعني دفع أجر ترجمة العمل نفسه مرتين. فطلب إعادة الترجمة من قبل المترجم نفسه لن يحل المشكلة. فلو كان قادراً على تقديم عمل جيد، لما أساء القيام به في المرة الأولى.
  • وعلاوة على هذه الرسوم الإضافية غير المبررة، سيتأخر إنجاز عملك أيضاً. فإن كنت تقوم بالعمل نيابة عن عميل لك، فلربما يسوؤه ضياع هذا الوقت. وعدم رضا العميل قد يؤدي بك لفقدانه بسبب اعتمادك على مترجم دون المستوى. ربما تكون بذلك قد وفرت بعض المال، ولكن خسارة عميل بسبب سوء الترجمة أمر يصعب تعويضه.
  • والترجمة غالباً ما تمثل قناة للتواصل بين المؤسسات. وبالتالي فإن سوء الترجمة يؤثر سلباً على صورة مؤسستك. فلا جدوى إذن من التوفير في الترجمة والتضحية بصورة الشركة.

رابعاً: نصيحة للمترجم المستميت طلباً للعمل بأسعار رخيصة

  • لا تيأس، ولا تظنن أنك لن تحصل على عمل آخر بسعر عادل.
  • لا تقلل من احترامك لنفسك ولمهنتك. ولا تبخس مهاراتك قيمتها بتقاضي أسعار زهيدة.
  • تقاضى أتعاباً عادلة وقدم لعملائك أرقى مستوى ممكن من الجودة، فهذا سيمكنك من تعزيز ولاء عملائك لك كما سيمكنك من توظيف فريق من المترجمين المحترفين الأكفاء ذوي الخبرة.
  • وهذا، ولا شيء غيره، ما سيمكنك من بناء سمعة مرموقة وعلامة تجارية بارزة في السوق.
  • فمفتاح النجاح وطريقه واضح جداً:
  • جودة العمل تثمر الرضا لدى العملاء
  • ورضا العملاء يثمر الولاء والالتزام
  • والولاء والالتزام يثمر سمعة حسنة
  • وحصاد هذا كله علامة تجارية تفخر بها وعمل ناجح يدوم لسنين طويلة.