أهم المهارات التي يتحلى بها المترجم المحترف

إن القدرة على إنجاز ترجمة جميلة وأصيلة لا تعتمد في الحقيقة على كم المفردات الذي تعرفه، ولا على إجادتك للكلمات في عدد من اللغات. فأي مترجم محترف يعرف دون شكّ أن الترجمة الحرفية المحضة، أو استبدال كلمات لغة بكلمات لغة أخرى، لا يعطي ترجمة جيدة. بل لا بد للمترجم المحترف من الغوص إلى ما وراء المعاني السطحية للكلمات، وقراءة ما بين السطور وفهم المعنى الضمني للغة حتى يتسنى له تقديم ترجمة ذات جودة عالية. الترجمة ليست بالأمر السهل، وهي كما جاء في القول المأثور: “الترجمة كالمرأة؛ إما جميلة لكنها غير موثوقة أو موثوقة لكنها غير جميلة.” وحتى يتمكن المترجم من تحقيق التوازن الصعب بين الجمال والموثوقية، لا بد له من امتلاك المهارات الخمسة التالية:

 

الوعي الثقافي -1

تتضمن الترجمة عادة التعامل مع طيف متنوع من الثقافات، وقد يصبح الصدام بين القيم الثقافية فيها أمراً لا يمكن تجنبه أحياناً. ومع أن اللغة هي المعبر الأساسي عن الثقافة، لكن معرفة لغة ما لا تعني بالضرورة معرفة ثقافة أهلها لأن هناك عوامل أخرى مميزة لهذه الثقافة. ومن هذه العوامل الدين والتقاليد والقوانين والأعراف والتنوع الإثني… الخ. وتتضمن الترجمة عادة ما يعرف بالمواءمة الإبداعية أو الترجمة بتصرف Trans-creation وتوطين النص Localization. إذ لا بد للمترجم من التحلي بالقدرة على إنصاف قراء النص المترجم مع محاولة عدم الإساءة لقراء النص المترجم منه. وهنا يأتي دور الوعي الثقافي الذي يساعد المترجم على تحقيق هذا التوازن مع الحفاظ على الإخلاص والأمانة لكلا اللغتين. كما أن الوعي بالتنوع الثقافي يساعد المترجم على إقامة علاقات عمل طيبة مع الآخرين من الموظفين والعملاء في أماكن العمل ذات التنوّع الثقافي.

 

2- المعرفة التخصصية

تتضمن مهام المترجم المحترف ترجمة وثائق ذات طبيعة عالية التخصص. فقد يتعين عليه ترجمة وثائق تتعلق بالمحاسبة أو تدقيق الحسابات أو الطب أو القانون أو الآلات أو الأجهزة الصناعية… الخ. ولا يمكن لأحد أن يترجم مثل هذه الوثائق دون أن تكون لديه معرفة مباشرة بالمصطلحات الفنية أو اللغة الاصطلاحية للاختصاص المطلوب. لذلك فإن امتلاك الخبرة في مجال اختصاصي واحد على الأقل أمر أساسي للمترجم كي يتمكن من الارتقاء بمسيرته المهنية.

 

3- الدراسة

تنطوي الدراسة على عملية ارتقاء مستمر بمستوى الكفاءة من خلال الملاحظة والقراءة والإصغاء. وينبغي أن يكون لدى المترجم المحترف حماس لتعلم اللغات، وأن يتحلى بحس جيد من الملاحظة يمكنه من دراسة المتحدثين الأصليين باللغات التي يتعلمها والتقاط كلمة ما أو عبارة إن أمكن منهم. فالتعابير الاصطلاحية مفعمة بالمعاني الضمنية، ولا يمكن اكتسابها عن طريق القواميس والكتب. بل لا يمكن تعلمها إلا بمتابعة أحاديث الناطقين الأصليين ومحاولة تقليدهم. فمن خلال الملاحظة والمتابعة يمكنك تعلم كلمات وتراكيب جمل وأساليب تعبيرية جديدة. إضافة إلى ذلك، يوفر أدب اللغة المتعلمة مصدراً ثرياً لمعرفة وتعلم الأعراف الثقافية وطبيعة الحياة اليومية لأهل تلك اللغة. وتساعد القراءة في فهم الجانب الإنساني لذلك المجتمع وهمومه. كما يمكن اكتساب أفكار ومفاهيم وأنماط تفكير جديدة من خلال القراءة. وحسن الإصغاء أيضاً يرتقي بالكفاءة اللغوية وبفهم الأنماط الموضوعية للغة. كما يرتقي الإصغاء للناطقين الأصليين بمستوى براعة المترجم.

 

4- إدارة الوقت

سواء كنت تعمل على مشاريع منفصلة كمترجم حر أو كنت موظفاً في مؤسسة ترجمة، لا بد لك كمترجم محترف من التحلي بالقدرة على استخدام وقتك بطريقة منظمة ومنضبطة. والطريقة الصحيحة لأداء المهام المطلوبة اتباع جدول مواعيد منتظمة. فالوقت من ذهب كما يقال. ذلك أن إنجازك للمشاريع في موعدها سيكسبك ثقة عملائك إضافة إلى أن جدول العمل المنضبط يضمن لك عدم الشعور بالإجهاد أو الاضطراب وفقدان السيطرة.

 

5- المهارات الحاسوبية

حري بك أن تجاري التيار وأنت ترى العالم كله يعمل ويتواصل عبر الإنترنت والشبكات الإلكترونية. وقد بات معظم المترجمين المحترفين اليوم يعملون عبر الإنترنت أو عن طريق مواقعهم الإلكترونية. ولا بد لأي مترجم جيد من القدرة على التعامل مع التطبيقات الحاسوبية مثل تطبيق مايكروسوفت أوفيس وبنوك الكلمات ومسارد المصطلحات المحوسبة، حتى يتسنى له العمل بكفاءة وسرعة. لذلك فإن امتلاك حاسوب جيد ونظام اتصالات موثوق به مع قدرتك على الاستفادة منهما على الوجه الأمثل يضمن لك عدم التشكي والتذمر من أدوات عملك.

 

لقد ظل إرضاء العملاء المرموقين وخدمتهم بمستوى رفيع من المهنية حجر الأساس في كل الأهداف العملية لمؤسسة التواصل للترجمة القانونية. وعلى مدى عقدين ونيف من العمل الاحترافي المعتمد، سعت مؤسسة التواصل للترجمة القانونية على الدوام إلى تشغيل وتطوير مترجمين ذوي مستوى رفيع من التدريب والكفاءة والبراعة يتفانون في تزويدكم بخدمات احترافية فذة، وذلك بتقديم خدمات ترجمة دقيقة وموثوقة في طيف واسع من التخصصات العالية يضم أكثر من 55 خدمة وبأكثر من 70 لغة. وختاماً فإن المهارات الجوهرية الخمس المذكورة أعلاه ظلت دوماً معياراً وعرفاً لدى مؤسسة التواصل للترجمة القانونية.